قصة ( كان قدري) للكاتبة: فاطمة عاطف _ قصص قصيرة
الكاتبة/ فاطمة عاطف
اسم القصة : كان قدري
الناشر: مكتبة زي الكتاب ما قال
وحشتيني
أنا فسخت خطوبتي
أسف!
وصلتني الرسالة دي وأنا كنت رايحة أنام بعد تعب الجامعة والمحاضرات، مكنش ظاهر اسم صاحب الرساله أو الرقم بس أول ما شفتها قلبي وجعني اووي وحسيت بخنقة مسكت التليفون وفتحته
= وحشتيني... أنا فسخت خطوبتي
أسف
شوفت الرسالة وحسيت قلبي هيخرج من مكانه ده بجد؟ هو باعت يقولي كدة بجد بعد كل اللي حصل؟
عملت سين للرسالة وقفلت التليفون حاولت انام ولكن دموعي وتفكيري كانوا رافضين وبشدة،كل المجهود اللي عملته في نسيانه ونسيته فعلا راح، وافتكرت كل الذكريات كأنها شريط بيتعرض قدامي بس كان الوحش فيه أكتر من الحلو وافتكرت بيت من قصيدة أميرة البيلي لما قالت :عملتلي ايه انت غير كام فرح يتعدوا وحزن أضعافه؟
دموعي بدأت تنزل وأيدي بدأت تترعش وأنا بفتكر أول مرة كلمني فيها، كنت قاعدة على الفون بقلب في الصور ولقيته باعتلي على الواتس
Flash Back
=فينك يا بنتي، مش بتيجي الجامعة ليه؟
-في الدنيا، كنت تعبانه شوية وان شاء الله يومين وهروح
=لا ألف سلامة عليكِ
-الله يسلمك
عبد الرحمن يبقى قريبي من ناحية ماما وزميلي في الجامعة بس أكبر مني بسنة ، معرفش ايه اللي خلاه يسأل عليّ مرة واحدة كدة أو جاب رقمي من فين بس مش مشكلة ممكن يكون خده من حد في صحابي.
بعد يومين روحت الجامعة وكنت واقفه مع صاحباتي وأول ما شافني ساب صحابه وجه يكلمني
=حمد الله على سلامتك يا آيه ، عاملة ايه دلوقتي؟
-الله يسلمك، الحمد لله بخير، أنت عامل ايه
=الحمد لله بخير طول ما أنتِ بخير، اتفضلي
-ايه ده؟
=دي المحاضرات بتاعت الأيام اللي فاتت خليت حد في صحابي اللي معاكي في الدفعة يكتبهم عشان تبقى تنقليهم وتذاكريهم
-اه، شكرًا جدًا بس ليه تعبت نفسك
=العفو مفيش تعب ولا حاجة، بعد أذنك
ومشى، كنت مستغربه اللي بيحصل جدًا مش عارفة ليه بس مفكرتش كتير في الموضوع وروحت قعدت مع صحابي وخلصت محاضراتي ورجعت البيت غيرت وأكلت ومسكت التليفون
"الإهتمام المفاجئ من شخص بعيدًا عنك يجعلك أكثر قلقًا ولكن سمة شيء جميل يجعلك متفائل"
قفلت تليفوني ونمت، بعدها بكام يوم مسكت التليفون لقيت عبد الرحمن باعتلي رسالة
=ممكن أسألك سؤال؟
-اتفضل
=ممكن نبقى صحاب
-صحاب؟
=اه صحاب، موافقة؟
-موافقة
وافقة وأنا مش عارفة عملت كدة ازاي مع ان المبدأ ده مرفوض عندنا
بقى كل يوم يكلمني ويحكيلي عمل ايه وشاف مين وانا مكنتش بحكي كتير؛ لأن مش متعودة اتكلم كتير مع حد، بس في الفترة دي اتعودت على وجوده وبقيت بستني يفتح عشان اطمن عليه واعرف عمل ايه في يومه
وبعد فترة لقيته باعتلي
=أنا بحبك
أنا من الصدمة ساعتها مش فاكرة ايه اللي حصل غير أن قلبي كان بيدق لدرجة حسيت انه شويه وهيقف من سرعته
=أنا عارف أنها ممكن تكون صدمة ليكي بس أنا بحبك من زمان، هو صحيح أنا مكنتش مبينلك ده بس مكنتيش بتفارقي خيالي، اللي خلاني أعترفلك اليومين اللي مكنتيش بتنزلي فيهم الجامعة ومش بشوفك كنت بحس ان في حاجة ناقصة في يومي.
انا اتسمرت في مكاني مكنتش عارفة اقول حاجة بس كنت بشوف الرسايل ومش برد، وهو متكلمش تاني هو أكيد حاسس اني في صدمة من اللي قاله، اليوم ده معرفتش أغمض عيني من التفكير وكمية الأسئلة اللي في بالي.
عدت فترة وأنا مش عارفة أتمالك أعصابي وكلامه بيرن في وداني طول اليوم، مش عارفة أفكر ازاي أو ارد عليه اقوله أيه ازاي يعني بيحبني وكمان من زمان والإهتمام اللي كان منه الفترة الأخيرة
مسكت تليفوني عشان أكلمه بس مش عارفة أقوله ايه، كنت لسه بكتب ولقيته بعت بيقولي
=لسه ما فكرتي؟
-أنا أصلا مش عارفة افكر في أي حاجة غير في كلامك وهو بالنسبالي كان مفاجأة بس دلوقتي متستناش مني اي رد
=أنا عارف انك متوترة، بس في مشاعر ليا من ناحيتك ولا لا؟
-خلينا دلوقتي صحاب لغاية ما أقدر أقرر
منكرش أن في فترة اهتمامه بيا حسيت بمشاعر من ناحيته بس مش عارفة أحددها هي مشاعر ايه بالظبط
بقينا نتكلم كل يوم وفي كل الأوقات وبالذات بليل ببقى سهرانة وألاقيه داخل يسألني سهرانة ليه
في يوم كنت بكلمه وبعدين قالي هقولك حاجة وفضل شوية متكلمش فسبت الموبايل ورحت شربت ورجعت فتحت الاستوري بتاعته لقيته كاتب "بحبك"
فرحت جدًا بيها ودخلت كلمته، كان في وسط كلامي بحاول أبينله.
=آيه، معاكي حاجة النهاردة الساعة ستة؟
-لا مش معايا ليه؟
=عشان عايز أشوفك ونتمشي على البحر شوية
-ماشي هقول لماما وننزل
قولت لماما ونزلت ورحت على البحر لقيته مستنيني هناك
=اتاخرتي كدة ليه؟
-معلش كنت بلبس وبعدين دول خمس دقايق يعني مش كتير
=بس بالنسبالي كتير
قعدنا وطلبلي عصير مانجا وطلب قهوة، شوية ونزلت الطلبات وحكينا شوية وانا بشرب العصير قالي هروح الكاشير وجاي، بعد شوية جه ومعاه بوكيه ورد صغير وفيه مرسال شكله جميل
-ايه ده؟
=دي هدية ل هدية قلبي
اداني الورد ولسه كنت هفتح الورقة رفض وقالي لما ترجعي افتحيها
وافقت وحكينا وبعدين رجعت البيت غيرت وقعدت على السرير الورد كان شكله حلو أوووي سبته ومسكت المرسال اللي كانت وسط الورد وفتحته لقيته كاتب
"إذا كان معكِ هذا المرسال فأنا اليوم أعترف لك بحبي أعترف لكِ أنتِ من سكنتي قلبي بعد سنين من هجره، فأنتِ من النظرة الأولى في عينيكِ أثرتيني بها، ومهما أقول لكِ لن يفي ما بقلبي لكِ أحبك يا ساكنة قلبي"
الرسالة فرحتني جدًا وبقيت متأكدة أني أخترت صح وهو ده اللي هكمل معاه باقي حياتي.
كلامي معاه بقى جزء مهم في يومي مقدرش أعدي يوم غير لما أطمن عليه واتكلم معاه بس بعد فترة حسيته ابتدي يبعد معرفش ايه السبب بس بقى يقفل سوشيال كتير، الموبايل اتصل ميرودش مبقتش عارفة اوصله ولما يرد يقولي مشغول شوية وأكلمك
قلبي بقى بيوجعني اوي في الأيام دي بقيت لا باكل ولا بشرب، كنت بحاول أهرب من تفكيري فيه بالنوم بس بقى بيجيبلي في حلمي كل يوم
بقيت بحاول اتجاهل غيابه واشغل نفسي في أي حاجة بس برضه معرفتش
في يوم كنت في البيت ومروحتش الجامعة والباب كان بيخبط
=قومي يا آيه افتحي
-حاضر يا ماما
قومت فتحت لقيت ملك أخته
-اتفضلي، عاملة ايه وحشاني
=الحمد لله، وحشتيني أكتر، طمنيني عليكي
-الحمد لله
دخلت وقعدت شوية وماما جت قعدت معانا وفي وسط الكلام
-عامل ايه عبد الرحمن يا ملك
=الحمد لله بخير، اهو بيجهز عشان خطوبته كمان شهر أن شاء الله
-خطوبته ازاي، ده كان بيحبني هو زهق مني عشان كدة راح يخطب واحدة تاني، هو مش كان بيقولي بحبك ومش هسيبك ومش هسيب حد يتجوزك غيري... مش هو اللي كان بيقول كل ده...ده بجد يعني
حاولت امسك نفسي لغاية ما أخته تمشي مبينتش قدامهم اي حاجة، بعد ما مشيت دخلت اوضتي وقفلت الباب وكل الدموع اللي كنت حابساها بقالي شهر بقت سيول مش قادرة اوقفها
-طيب ليه يعمل كدة أنا زعلته في حاجة؟ هو أنا أستاهل يعمل فيا كل ده بعد حبي ليه؟
مبقتش عارفة اعمل ايه كنت كل يوم بعاني اني سامعه كلامه في كل حته بروحها، الشات بتاعه حاولت امسحه معرفتش، حتى المرسال شلته بعيد بس مقدرتش ارميه انا عايزة انساه بس مش قادرة
عدي فترة بعد ما سمعت الخبر، أقنعت نفسي اني بقيت كويسة ونزلت الجامعة مش قادرة اشوف وشوش صحابه لاني بشوفه في وشوشهم
روحت اجيب علبة عصير من الكافتريا لقيته واقف هناك حاولت أتجاهله أخدت علبه العصير وقعدت على الطربيزة شوية ولقيته قعد قدامي
=عاملة ايه
-(انت بكل برود جاي تسألني عاملة ايه؟ عاملة ايه بعد ما سبتني مكسورة؟) الحمد لله بخير
=مالك يا آيه
-مفيش... بعد اذنك
=استنى، متزعليش اني مكنتش بكلمك الأيام اللي فاتت بس كنت مشغول
-اه منا عرفت عشان الخطوبة مبروك
سبته ومشيت
أنا بحاول أنساه، رجعت أهتم بدراستي أكتشفت أني برسم كويس بقيت نص يومي أذاكر والنص التاني أرسم ولما كان بيجي في بالي أغمض عيني وأفتكر أنه سابني وأختار واحدة تاني، بعد شوية اتعودت اني مفكرش فيه واهتميت بالرسم جنب دراستي وبقيت أشارك في مسابقات وأفوز.
بعدها بفترة جه عندنا البيت عشان يعزمنا على خطوبته
=ازي حضرتك ي طنط عاملة ايه
=الحمد لله بخير، عامل ايه انت
=الحمد لله، أنا جاي أعزم حضرتك على خطوبتي بعد يومين
=مباارك ي حبيبي ربنا يتممللك على خير ياارب
=ياارب يا طنط، أومال آيه فين؟
دخلت بالعصير
-اديني، اتفضل
=شكرًا، عاملة ايه؟
-الحمد لله بخير
=عبد الرحمن جاي يعزمنا على خطوبته ي أيه
-اه مباارك ربنا يتمملك على خير ياارب
سبتهم ودخلت وأنا حقيقي مكنتش متأثرة ولا متفأجاة مكنتش عارفة انا بقيت كدة ازاي بس حقيقي كنت فرحانة بنفسي أني قدرت أتخطاه.
صادف يوم خطوبته كان معايا امتحان والمادة دي مكنتش مذاكراها كويس والمشكلة انها مكملة معايا للسنة الجاي فمروحتش الخطوبة
عدت امتحاناتي على خير الحمد لله ونجحت بتقدير جيد جدًا وكان وقتها معايا مسابقة رسم كبيرة وكنت بجهز ليها وأنا في المعرض بتاع المسابقة شفت شاب جميل كان هادي اوي ورسمته هادية أوي مركزتش اووي بس كنت كل ما عيني تيجي عليه الاقيه باصص عليّ وعلى رسمتي كنت مستغربة بس عادي
بعد يومين كانت نتيجة المسابقة والحمد لله فزت مركز أول جمهورية كنت مبسوطة جدًا رجعت البيت قولت لماما وكانت مبسوطة جدًا
تاني يوم
=آيه يا آيه في عريس جايلك
-مش عايزة اتجوز غير بعد ما أخلص تعليم
=يا بنتي ده كويس شوفيه بس وبعدين قرري
-حاضر يا ماما عشان خاطرك بس
=ربنا يهديكي يا بنتي العريس جاي بعد المغرب
-كمان
=اه ويلا بقا عشان تجهزي نفسك
-حاضر
كنت خايفة جدًا من موضوع الخطوبة ده كنت خايفة يكون زي عبد الرحمن شوية ويسيبني بس دعيت ربنا كتير انه يكون عوض ليا
جه العريس ومامته ودخلت قدمت العصير
=ما شاء الله على عروستنا
-تسلمي يا طنط
قدمت العصير وقعدت جنب ماما ومكنتش مركزة اووي عليه ولا أعرف شكله ايه
شوية وسابونا نتكلم
=عاملة ايه
-الحمد لله بخير
=رسمك جميل اووي
-شكرًا، بس شوفته فين
=شوفته في المعرض بتاع المسابقة
رفعت عيني بصيت عليه لقيته هو الشاب الوسيم اللي كان في المعرض فاستغربت
بصلي وابتسم =ايوة أنا زين محمد اللي كنت معاكي في المسابقة، أنا متابعك من ساعة ما بدأتي ترسمي ورسمك كان جميل اووي وأنتِ أجمل منه، ويوم المسابقة انا قررت اجي واتقدملك وأخدت رقم والدتك من صاحبتك حنين واديني جيت عشان أسرق قلبك زي ما سرقتيه من أول يوم شوفتك وشوفت رسوماتك
كنت بسمعه ومستغربة من كل اللي بيقوله بس كنت مبسوطة وكنت واثقة أن زين عوض ربنا ليا
كلمت ماما بعد ما مشيوا وقولتلها اني موافقة
بعد أسبوع اتخطبنا وكنت مبسوطة جدًا
Back
بعد ما سبت التليفون قررت اني ارد عليه، ارد دلوقتي انا صحيح افتكرته وافتكرت ذكرياته بس عوض ربنا ليا كان أقوى من حزني عليه
-فسخت خطوبتك؟ طيب مبروك وأنا كمان اتخطبت وربنا عوضني بعد فراقك بشخص زين الاسم والصفة... سلام
قفلت تليفوني ودلوقتي بس عرفت أنام، عرفت أمسح الفترة اللي كان فيها في حياتي وأعيش حياتي وأنا مرتاحة
"ربما يبعث الله لك شخصًا تظن أنه الحياة ولكن يكون لك مجرد درس في الحياة وبعد هذا الدرس يعوضك بمن يكون لك عوض مدى الحياة."
تمت
#فاطمة'ة عاطف


تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليق لتشجيعنا