dication.com/pagead/js/adsbygoogle.js'/> حمدية عبدالهادي تكتب: (سجناء بخيوط العنكبوت) lass cond='data:view.isHomepage' name='home'/>

القائمة الرئيسية

الصفحات

حمدية عبدالهادي تكتب: (سجناء بخيوط العنكبوت)

 حمدية عبدالهادي تكتب: (سجناء بخيوط العنكبوت)

حمدية عبدالهادي تكتب: (سجناء بخيوط العنكبوت)


من قال أن القابعون فى السجون هم فقط السجناء،بل إن كثير منا سجناء قابعون فى سجون وهمية ،رسمتها عقول واهية وسط نشوة خيالية ، حتي أقنع السجين نفسه بالحكم المؤبد قبل أن ترفع الجلسة ،نحن سجناء فى أقفاص من ذهب ، حتي بتنا لا نخشي الموت سدي!!

هذا الوقت هو وقت التأمل وأخذ القرار وليس وقت العبث والمعاودة فى عباب الذكريات ، فى تلك الأماكن المهجورة يمكنك أن تري أطلال الخيام ،وقد دبت فى أوصالها خيوط العنكبوت تلك الخيوط الواهنة تشبهنا كثيرًا !!

متشابكون ولكننا ضعاف ،أما الأرض فليست علي مايرام مليئة بالقمامة والأحجار ،ولكنها مازالت صالحة لموتنا حتي يحل بنا الصباح ، ويبدأ مهمته بإرشادنا إلي مواطن الإقتيات ، عجبًا كيف مازالت تلك الوجوه باسمة وإن كانت العيون تحكي آلاف الحكايات ، أوليست دموعها قادرة علي ملئ تلك الأنهار ، ولكن بالطبع ما زالت حبيسة جفون أثقلها الزمان حتي باتت موات ،هكذا يموت البعض هنا دون أن يشعر الآخرون بموته!

عجبٌ علي زمان أصبح الأحياء جثث مع وقف التنفيذ ! ، ربما يذكر بعض الإعلام أخبارنا وربما مع التكرار أصبحنا روتين غير مرغوب فيه لدي البعض ، ما الذي أدي إلي سقوط سادتنا ؟ وما الذي أدي إلي غرق أطفالنا ؟ وما الذي أودي بموتنا ونحن أحياء ، تُري هل تملك اليأس منا ، أم بغاتتنا رياح الشتاء ؟

أصبح التساؤل من النوادر في المخيمات ، بينما الجوع أصبح بطل تلك الحكايات ! في الماضي كانت قصص التفاؤل تُروي عند المنام ، والآن أصبح الحزن يخيم مثل الأشباح حتي نخاف فيتغلب علينا النعاس ، وعندما أتذكر بيتنا أري أمي تواري دمعاتها فى استحياء ، أرسم علي الرمل صورة بيتٍ غلبت فيه الضحكات ويمارس فيه منهج الحب والحنان منبعه الدفء من الصباح ومصبه بالليل الأمان !!


ولا أنسي لافته البيت عيشوا بسلام ، ولكن ما يلبث حتي تهاجم الرياح بيتي فيصبح أطلال ، وأعود إلي واقعي في إنكسار أنظر إلي صديقي وجاري في بيت الرمال، لتلتقي الأعين معلنة صدور حقيقة تلك الأحلام ، أما زلنا نحلم دون إنهزام ؟ ألم يتغلب الحزن علي أحلامنا فينهبها بلا إستئذان ؟

لا شك أن المعركة ما زالت قائمة ولكن ما زالت عقولنا تقاوم بلا استسلام ، باركت أعيننا تلك الأماني، وسعت جوارحنا إلي فداء الروح حتي تنال الأمان ، من عاش بغير حلم فقد مات ، نصنع الأمل بأطباق فارغة نملأها بالحنان ، نشعر بالدفء في حضن من الأمهات ، نشيد بيتًا من سند كالآباء .

كم عاش في القصور ملوكًا في مظاهر الحرمان ! لقد خسر الفقر أمام حكمة الفقراء ، وضاع البرد في زحام الأحضان، وهرم الحزن من تسابق الأمال ، ومرض الهم من رسم الأحلام ، حتي ظن الأغنياء بينا الغني وأيقنَّ أنهم فقراء ....!!!

عندما يتسأل البعض عن هويتنا نخبرهم بفخر أننا محاربون ، نسير علي خُطي الأبطال متمثلين بأسمي الخطي متحاملين علي كل جرح أصاب الفؤاد ، منا الحكيم في كلامته ، والقوي فى أنغامه والناجح في آماله ، مازلنا نوقن أننا محظوظون في سعينا للوصول ، ما زلنا محظوظون لأننا محاطون بأسوار أمهاتنا ، ما زالت تحكمنا أسوار الحكمة وترئسنا مقاييس الحياة ، ما زلنا علي إنسانيتنا الغَنَّاء !

بقلم/ حمدية عبدالهادي

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات