ما بين اليأس واليقين بقلم سامح السيد - كتاب زي الكتاب ما قال
ذلك الشعور الذي ينتابُك وينزع صدرك من مكانه ؛ الشعور بخيبة الأمل الدآئم، وعدم النجاح الكامل ، ويصل التعمقُ بأفكارك فيه أن لا قيمةَ لك في هذا العالم، تقفُ قائلًا مُتسائلًا مُتحيرًا؛ لمِ أنا بآئس ؟ ، وأُحِسُّ أني يآئس ؟ مالي فائدة في هذا العالم الواحِش! هذه ليست بيئتي التي استحقها لأخرج ما بقلبي الداكِن.
- أليسَ كلُّ هذا بما قدمت يداك ؟
• بلى هو كذلك ! ،
- إذًا لا تُزد تفكيرك إلا بما هو خير.
- قد تأتيكَ البَلايَا وتسقط بسببها كئيبًا ضعيفًا مُستضعفًا يئوسًا ! لكن ما يكمن سرًا أنك اكتسبت خبرةً وقوة وصبرًا، فالتجربة الثانية في الأمور دائما تكونُ أسهل من الأولى لأنك اعتدت عليها وعلى حلِّها وعلى أحداثها، فلم يعد هناك شيءٌ خفي لا تعرف أنه سيحدث تجاه تلك الثانية عن أختها الأولى المرتجلة .
- إياك أن تكون قنوطًا وكُن قنوتًا،
اذكر نعمتَ ونعمةَ اللهِ عليك بين عشيةٍ وضحاها؛ فإنك إن فعلت فلن تستطيع حصرها وستذكُر نِعمَ المولى عليك وتُحرج من نفسك في التقصير في حقهِ، وتتخلص من كل هموم الدنيا وحملها .
- اذكر سخافةَ ذلك الامر الذي عكَّر مزاجك والذي إن بلغ مداه سيمرُّ وإنك لَتعلم ذلك جيدًا لكنك مُصرٌّ على الشكوى بلا جدوى! ، قارن بينه وبين رحمت ورحمة الله! شتان بينهما ولا وجهَ للمقارنة، زن نفسك حينها قبل أن تُوزن وحاسب نفسك قبل أن تُحاسب، واعف عن نفسك مما تفعلُ.
- ألم تسمع بقصص الأولين، ومواقف النبيين، والسادة المرسلين، وما جرى كل فترة وحين، أولئك هم أولوا الألباب، اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده .
- ألم تقرأ القرآن؟ وحديث رسول الرحمٰن، وسيرة النبي الكريم، والطب النبوي الشريف ؟ في كل ذلك حلٌ لكل مشاكلك، وكل ما ببالك؛ كل ذلك إن تدبرته وعلمت وعملت به سيدلك على الخير والرحمة والنعيم المقيم.
- أتحسَبُ أن الله يجعلك تمرُّ بالبلاء لأنه لا يحبكَ ؟
كلا؛ بل لتتعلم ولتُزرق وليُكفِّر عنك خطاياك.
- لكي تعود إليه ويتوب عليك وتتوب إليه لأنه يُحبُّك.
لكي تعلم أنه وحده هو القوي العزيز هو القادر على جبرك فهو الجبار ذو القوة المتين.
- الآن كُفَّ عن الضيق والهمِّ والغمِّ الذي تحشرُ نفسك بنفسك فيه وهو ليس لكَ ولا من حقك، أنت من تصنعه بيدك ،
انسى كل خيبات الامل والاكتآب الذي حلَّ بك فيما مضى، فما مضى مضى ولن يُعاد، أنت لستَ في القاع ولم يُقفل باب التوبة بعد، ولم تغرب الشمس من مشرقها بعد، ومازال قلبكَ ينبضُ، هلمَّ للعبادات، هلمَّ لفعل الخيرات، هلمَّ للاستمرار في عملك وكسب الثقة واكتساب الخبرات، لا تفقد الأمل أبدًا واستمر فيما تحبه واعمل عليه واجتهد، سيكرمكَ ويوفقكَ اللهُ بفضله تعالى، اجعل مرضاته سبحانه تعالى وحده هي هدفك فيما تفعله وليس رأي ورضا الناسِ؛ سيرتاح قلبك وتعلم حينها ذلك الشعور المريح والثقة الجميلة في مرضات ربكَ، وسيُكرمك هو ويرفع شأنك بزهدك وعبادتك.
هيَّا غيِّر ما بنفسك ليُغيرك القدير، غير الهمَّ فرحًا تعش عليًّا. العظيمُ حاشاه أن يخذلك، كل شيء يحدث لمصلحتك؛ اعلمْ ذلك جيدًا، هو من يدبر أمرك بالخفاء ثم يدهشك بروعة تدبيره في العطاء
.

--





- تقدروا تنضموا لينا ولفريق زي الكتاب ما قال من خلال :
- رابط البيدج الخاص بينا على الفيس بوك
- أو من خلال جروب الفيس بوك الاول زي الكتاب ما قال
- أو من خلال جروب الفيس بوك الثاني شخابيط الكوكب الازرق
- أو من خلال مدونة زي الكتاب ما قال على بلوجر
- أو من خلال قناه اليوتيوب زي الكتاب ما قال
- 👋
- مع تحيات إدمن زي الكتاب ما قال 💙
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليق لتشجيعنا