dication.com/pagead/js/adsbygoogle.js'/> خطابي الأخير (ما قبل الإنتحار بدقائق) بقلم الكاتبة : إسراء مصطفى lass cond='data:view.isHomepage' name='home'/>

القائمة الرئيسية

الصفحات

خطابي الأخير (ما قبل الإنتحار بدقائق) بقلم الكاتبة : إسراء مصطفى


خطابي الأخير (ما قبل الإنتحار بدقائق)


إلى من لا يفهمني سواها، وشعرت بي حين لم ألفظ بكلماتٍ تعبر عن مدى شقائي وحزني، إلى من تحملتني رغم عدم تحملي لنفسي، إلى من أرشدتني الطريق في ظل توهان روحي عني، تحية طيبة وبعد: عزيزتي إيزيس أكتب لكِ هذا المرسال ردًا على إحدى مراسيلك لي، واتهامك الشنيع لي مرةً أخرى.

عندما تحدثتي مع إحدى صديقاتك في المقهى المقترب من الشاطئ في الساعة الرابعة من نهار أمس، أنني لست الأحق و الأجدر بقلبك، وقتما أحببتك بكل قوتي قبل ضعفي، وكل ذرة في كياني تشهد على ذلك، قبل أن يهدم بتلك الأحرف التي تمتمتي بها، حينها قلتي ماصدق -فيما تفوهتي به لي- نعم وأنه يتعمد بُعدي في وهلة أتخذها سهوًا من العالم؛ كي اقترب فيها إليه، لكنك لم تسألي ذاتك قط لِمَ يقوم بفعل ذلك معي؟! يقربني تارة وأخرى يبعدني؟! أتعلمين لِمَ إيزيس؟ لأنه مرضي اللعين، هو محتمٌ علي فعل ذلك معك، خوفي كان المتحكم الوحيد حتى في نفسي، رهبة فكرة أن تتعلق روحك بي، وكلها أيامًا وستفارقك، وأنا أعلم جيدًا معنى أن تعشق روحٌ أخرى ولا تحصل عليها، أعلم جيدًا مرارة الشعور.


أما عني: فقد اكتفيت بمراسيل حبك وبرائحتك العالقة بأنفي إلى اليوم، وروحك الدافئة التي تحاوطني دومًا، وتلك الذكريات التي ترافقني في طرقاتً أردت يومًا أن أرافقك بها في السير، ولكني عندما أترجل بها وحدي توقظني هي على الفور، أخيرًا اعلمي شيئًا واحدًا فقط، كنت ومازلت وسأظل أحبك ولن أحب غيرك، ألتقيكِ بـِدارٍ أخرى يمنح لنا الله فيها حياةً مٌنعمة، سلامًا ياجنتي في الدنيا.

والآن أوجه خطابي للعالم: أردت إخباركم بشيء، تالله ما تمنيت من هذا العالم سوى أن تشعر نفسي بالاطمئنان، أن أغف وأستيقظ دون ألم ونوبات بكاء كادت وحدها أن تقتلني مئات المرات كل يوم، تمنيت لو أن يؤمن بي شخصٌ واحد أنني أستطيع، أن يربت على يدي أحدهم ويخبرني قائلًا: لا تخف ستتجاوز مهما طالت تلك المدة بآلامك ومخاوفك ومتاهاتك وتعثراتك أجمعها، لو أني لم أُخذل من ذلك الذي استثنيته عن الجميع، وقلت عنه بأنه غيرهم؛ فأفجعني رد فعله بأنه لم يكن مثلهم فقط؛ بل أقبح منهم وتخطاهم بمراحل، أخبركم الآن بقلبٍ منكسر، وروحٌ محطمة، ونفس ضائعة أبت البقاء في هذا العالم السوداوي، أنني مللت الحياة ولا أريد العيش فيها بعد.

وأخيرًا الرفق كل الرفق بمن شابه أمره أمري، و اعلموا أننا لسنا ضعفاء؛ بل أشخاص نادرون جدًا، من قاوموا أنفسهم، وهشاشة قلوبهم، وواجهوا الحياة، ولا زالوا يواجهون رغم صعوبة الأمر، يحاولون ولا يملون المحاولة، لكنني هذة المرة سئمت. فقط ذكروا العالم دومًا أننا ضحاياه ليس إلا. #إسراء_مصطفى


  1. 👋
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات