"كيف نقتل الوجع"
.
-قبل أن تحاكموني بأني مصابة بالجنون ماجعلني أقتل جميع من بحياتي، عليكم أن تجلبوا لي بعض القهوة لأستمع لتحاليلكم بمزاج هه
=لماذا يالحن؟!!، قتلتي والدك وصديقتك المفضلة وحبيبك والبواب!!! بربك لما قتلتي البواب؟!!!
إنفجرت لحن ضاحكة وقالت: أهذا مايهمك فقط البواب
تابعت
- كان يبتسم بوجهي إبتسامة مليئة بالنفاق وحين أدير له ظهري ينعتني بالمجنونة، إن لم يكن يحبني لما ينافقني
المهم أين قهوتي يا أنت!!
= أنا ظابط شرطة وعليكي التحدث معي بإحترام وإلا سأزج بكي في السجن، أتفهمين ؟!
- لقد قتلت أربعة أشخاص، أنا بالفعل سأدخل السجن ياغبي هههههه أنت تضحكني كثيرًا
√ سيدي أتى الطبيب النفسي بالخارج
= أدخله على الفور فأنا على وشك أن أفقد عقلي
√ يا إلهي أهو لك ياسيدي
ضحكت لحن - جميع الرجال أغبياء
= أحمق ماذا تنتظر قلت أدخله
~ مساء الخير أنا دكتور عاصي
= اهلا بك أنا المقدم مدحت، هذه هي الفتاة وتلك التقارير الطبية وجدناها بمنزلها
~ الآن أفهم سبب إستدعائي تفيد هذه التقارير بأنها تعاني من إكتئاب حاد و وسواس قهري منذ ما يقارب عام
- هذا صحيح ولكني بخير الآن هيا متى سوف ألاقي حتفي، قتلت أربعة أشخاص إذًا فهو الإعدام مرحى
~ أنتي لستي بوعيك يالحن، أتدركين فعلتك!!! لقد صرتي وحيدة
- هه ومن قال أني لم أكن
= لقد ماتت جميع أسرتك، أنتي قتلتي أسرتك أنتي
- لم يكونوا أسرتي، كانوا غصة بقلبي ونزعتها بيدي
~ عذرًا سيدي ولكن دعها تحكي لي ما حدث
بدأت لحن بالتحدث وهي متماسكة، تخلو ملامحها من المشاعر أو الحزن
- طوال عمري وأنا أهابه، لم يعانقني ولو مرة بالخطأ، حين يخسر في عمله فأنا الملامه، حين يغضب من أحد فأنا الملامة، حين تنسى أمي تحضير الطعام فأنا الملامة، وكأنه يعاقبني لاني أصمت إحترامًا لكونه أبي
" لا تضيعي الوقت بالرسم إن قلت علاماتك سأخرجكِ من المدرسة
أتكتبين الشعر، حمقاء من تظنين نفسك كفي عن تلك البلاهة
إن لم تحصلي على مجموع يؤهلك لدخول كلية الطب فلن تكملين تعليمك
على أي حال ماذا سأفعل بشهادتك سيأتي زوجك ويأخذك من وجهي"
لم أكن أعلم ماهو الخطأ في كوني ولدت بنت وهو يريد ولد ماذنبي؟! ما هو خطأي، لم يعلم أنه يزرع الخوف داخلي يومًا بعد يوم، زرع الحقد والكره والخوف وعدم الثقة وقد حصد ثمار مازرعه داخلي، حين أغضبني العالم رميت كل اللوم عليه وقتلته، لو كان بجانبي لما شعرت بعدم الآمان، كنت سأثق بنفسي وموهبتي، لما كنت أمقت العالم وأمقته هو كثيرًا، أما ذلك الذي تدعوه حبيبي تخلى عني بفعل الظروف
بدأت تضحك بصوت عالي وهي تكمل حديثها
- الظروف هه تلك الشماعة التي تسمح للرجل بالرحيل متى شاء، لن أكذب أنا أحببته، أحببته لدرجة أني لم أستطع تخيله مع غيري، وعدني أن يكمل حياته معي فإما يفي بوعده أو لن يكون لغيري، كان حبي الأول والاخير أستطعت أن أمحي ظلام خوفي معه وعرفت معنى الحياة، كان هو بديل أبي عوضني عن ذلك العناق التي إفتقدته روحي، تغلغل داخل ثغرات ضعفي وملأني بالحب وفي لحظة قص أجنحتي ورحل فسقطت على قلبي ومنذ حينها وقلبي يئن بالوجع، أذكر أخر لقاء بيننا كأنه البارحة
..
" = عزيزتي تعلمين أني أعشقك ولكن لن يرضى أهالينا عن ذلك الحب و
- وماذا؟!!! أخبرني وماذا؟! بعد عام، عام إستطعت أن تتملكني وتصبح محور حياتي، عام لم أتمكن يومًا من النوم إلا على صوتك، عام لم أفعل أي شيء دون رضاك ورأيك، الآن تفكر بأهالينا، أين كانوا حين لونت أجنحة قلبي بحبك، أين كانوا حين رسمت حروفك داخلي وحررتني مني إليك
= أنا أسف لكن يجب أن أغادر
- لا تتركني، لا لا تتركني"
..
- أعترف لم يتوقف العالم حين تركني مراعاة لقلبي الذي إنكسر كنت أظن أن حبي له كفيل أن يملأ العالم بالسلام وحين يتركني سينتهي العالم ولكن لم ينتهي العالم، لكني عدت للوحدة والخوف مرة أخرى، شعرت بأن هناك مؤامرة لجعلي وحيدة وضعيفة وتعيسة وحين أردت أن أستند على الكتف الذي كنت كتفًا له لم أجده نعم أقصد صديقتي المفضلة، حين كنت أعاني وحدي وجدت هي صديقة مقربة غيري، صديقة حياتها ليست سوداوية لا ترفض الخروج ومقابلة الناس، لا ترفض المرح، لا تحمل التعاسة التي على ملامحي، لو علمت مكان صديقتها تلك لقتلتها هي الآخرى، ولكن كيف ألومها وصديقتي المقربة ملت مني ومن إكتئابي، كانت كلماتها الضربة القاضية لي
" لحن أنا تعبت من كل هذا السواد، ماذنبي أنا، كيف لي تحمل كل هذا العبء وحدي، أنا تعبت"
حينها رن هاتفها وتحدثت مع صديقتها وتركتني ليذهبوا إلى المول لشراء الملابس، هه كيف لها أن تتحمل السواد الذي بي، فماذا عني كيف لي أن أتحمل هذا السواد وحدي، هي تعبت وماذا عني أنا الوحيدة هنا، أنا المريضة هنا، أنا التعيسة هنا فكيف تتعب هي، كنت أحبها أكثر من أي شيء لو قالت لمرة واحدة أود أن أراكي بخير لأجلي لتحسنت على الفور، كل ماكنت أفكر به كيف أقتل شعور الوجع داخلي لا أكثر، وهم أصل ذلك الشعور، لذلك قتلت شعور الوجع بقتلي لهم
تحدث الظابط= ولكن تلك الاسباب تافهة، بالأخص البواب
- أكان ذلك البواب قريبك ونحن لا ندري
تابعت غاضبة: إن كانت الأسباب تافهة لك فهي مميتة بالنسبة لي، أنا هنا أتكلم عن شعوري أنا، وجعي أنا، خذلاني أنا، إن لم تمر بمثل ما مررت به فلا تخبرني أن وجعي وأسبابي تافهة
فذلك الذي يدعى أبي قتل حلمي وقتل شعور المودة والحب بين الأب وأبنته، وهذا حبيب عمري الوحيد الذي جعلني أؤمن بكل ماكفرت به ثم كفر بي وقتل الإيمان بداخلي، وتلك العاهرة التي كنت أدعوها صديقتي المقربة كنت ضمادة لآلامها وأخت وأم حين تستدعي الحاجة قتلت الثقة بداخلي، وكأنهم إتفقوا معًا على قتل مشاعري فقتلتهم جميعًا بلا رحمة
قطعت أذرع أبي الذي لم يعانقني بها قط ، ولسان صديقتي لكلامها الذي آلامني، وطعنت ما كنت أعتبره حبيبي في قلبه لخيانته قلبي وبعد كل هذا طلبت البيتزا والشرطة معًا وأتعرف أكثر ما أضحكني أن البيتزا وصلت أولا فـ جلست أكل وأنتظر قدومكم فبربكم أين قهوتي.
....
عزيزي القاريء قد تبدو لك الأسباب تافهة ولكن تلك التفاهات تتراكم فوق القلب وتضعفه حتى تسيطر على العقل، قبل أن تسيء لأي أحد فكر في أنه يمكن أن يكون مثل لحن قد يجعلك تحصد مازرعته ولو كان تافهًا
#ندا_أحمد
#لحن
💙💙💙💙
ردحذف